arablog.org

شوق لست الدنيا بيروت

 

يقال بأن  بيروت باريس الشرق و قال فيها نزار قباني بيروت امرأة مكتملة الإغراء. و قيل الكثير و لكن كل ما وصلنا من أخبار عنها لا تضاهي ما تراه العين من سحر و من شوق يعتريك حين تغادرها و حين تعود لوطنك . بيروت هي ألاف مؤلفة من المدن و العواصم تجتمع في شارع الحمراء و في الجميزة و في الروشة و على كرنيشها الطويل .

هناك ، حيث يعلو الأرز و تغطي الغرافتي بعض الجدران بألوان متنوعة و بعبارات سياسية و إجتماعية بطريقة خفيفة و شعبية و عميقة و جميلة كسماء لبنان .  ويمكن أن تعترضك أيضا  مسيرة أو وقفة إحتجاجية أو ثكنة لجيش اللبناني  أو مجموعة من  شباب يرقصون دبكة و يتضاحكون ، أو فاتنة بيروتية تقف لتعدل أحمر شفاهها …..

هناك تغلب الابتسامة عن المعاناة و تعلو

صورة لبحر بيروت

صورة لبحر بيروت

بعبارة “إحنا لبنانية” عن مشاكل السياسية و الأزمات الطائفية .

بحبك يا لبنان . يا وطني بحبك بشمالك بجنوبك بسهلك  بحبك ، بتسال شو بيني و شو الي ما بيني بحبك يا لبنان يا وطني .هكذا غنت فيروز للبنان و هكذا غنيت أنا عند كل زيارة لي لذلك الجميل ، فما إن تطأ قدمي مطار رفيق الحريري حتى أبدؤ بالحديث بلبناني مع لهجتي التونسية : “كلك ذوق ، يعيشك ” عبارة تثير ضحك كل من يسمعني .. ليسألني : انت من الجزائر او المغرب ؟ أرد انا تونسية فيقال لي : برشا برشا ، سيدي منصور يابابا …

بكل مرح ، تمر أيامك هناك ، رغم غلاء المعيشة في تلك البلاد و رغم الأزمات التي مرت بها فلبنان لاتزال “لبنان الكرامة و الشعب العنيد” على رأي فيروز . كيف لا ؟ وعلى ترابها مر أنبياء الله  و مر أحفاد رسول الله ؟ و كيف لا نأنس بشمس بيروت ، تلك الأشعة التي تزيد نسائها جمالا و قوة و رقة و إصرارا على النجاح . إنها المرأة لبنانية المزيج بين القوة و الأنوثة كألهة يونانية أو ربما أحلى إنها آلهة شرقية ، عشتار  آلهة الخصوبة و الجمال ، روح من عالم الخيال تحط على تلك الجبال لتنمح العالم الرقة و الهدوء و تمحو عنهم آثار الهمجية . من أجل ذلك تبقى بيروت ست الدنيا …و لكن بيروت الوحيدة تغار منها النساء ، قالت ماجدة الرومي : نعترف الآن أمام الله العادل بأننا كلنا منك نغار…

و الغيرة حق ، فبيروت ساحرة و طيبة و صبورة و حنونة و جميلة و خطيرة و رحيمة و قاسية …. هي بيروت مدينة تضاهي ملايين النساء . بيروت التي أشتاق و التي أحلم .

1 Comment

  1. Thalia Rahme

    ya 3aychek mon amie 🙂
    انا خطيبة خيي تونسية
    أفرح كثيراً عندما أقرأ عن بيروت بعيون الغير
    و كل واحد يراها أو يشخصها على هواه
    شكراً صديقتي على هذه التدوينة وأهلا بك ايمتى كان في بيروت

    Reply

اترك رداً على Thalia Rahme إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *