arablog.org

يارا سلام و حديث الثورة المبتورة

إلتقيت بيارا سلام في عمان في شهر جوان من السنة الماضية ، عندما كنت أشارك في لقاء إقليمي حول وضع المدافعات على حقوق الإنسان في شمال افريقيا و الشرق الأوسط ، كانت يارا تشارك في ورشة عمل حول حقوق الإنسان و العدالة الانتقالية ، التقيت بها حين كانت برفقة صديقي رجل القانون إسلام أبو العينين  من استضافني و إيها لشرب الشاي معه و مع الحقوقي معاذ المؤمني .

قدمت يارا بابتسامتها التي لا تفارق وجهها الطفولي، بدا حديثها معي بالسؤال عن تونس و عن شارع الحبيب بورقيبة و عن القصبة و عن رفاقها مناضلي المجتمع المدني التونسي .. سألتني عن تفاصيل تونس الثورة التي كدت أنساها من فرط إحباطي من مآل الوضع السياسي أن ذاك.

توجهنا لعمان ، لنمشي في شوارعها برفقة الحقوقي الأردني معاذ المؤمني الذي كان يشاطرنا الحديث عن كنانة و عن قرطاج و عن عمان العريقة، وقفنا أمام محل قشطة ، تقدم معاذ لاستضافتنا، عندها كانت يارا واقفة تشاهد المارة بنظرة تريد الغوص في وجوه الناس ، أتيت إلى جانبها و بدأت اصفق و اغني “بعد الثورة جالنا رئيس …. و سيسي لعبها صح و الإخوان ابتدؤا بالدح …” و انطلقت يارا تضحك و تحاول مشاركتي الغناء .

و تعالت ضحكاتنا دون أن ندري، فشر البلية ما يضحكنا . أخبرتني عند ذلك، بالوضع الحقوقي المؤسف بأرض كنانة  و لاسيما مع قانون الجمعيات الأهلية الذي يهدد المجتمع المدني المصري و غلق عدد الصحف و منعها من النشر بالإضافة لإيقاف بث برنامج باسم يوسف”البرنامج” معرجة على ملاحقات الأمن المصري لها إبان عملها الحقوقي الميداني .

تحدثت بشغف عن مصر و عن ميدان التحرير و عن المبادرة المصرية للحقوق الشخصية و عن نظرة للدراسات النسوية و عن كل مربع يدافع عن الحريات في مصر المحروسة ، راوية تجربتها بكل بساطة المصريين مع إضافة نكات شعبية في حديثها ككل أولاد البلد…

تحدثني عن مصر و عن السيسي و عن العسكر و عن أمها و عن صديقتها و تضحك و تلامس شعري الذي أعجبها لأنه خارج عن قوانين الإستيتيقا الغربية … لم تكن يارا مجرد فتاة إسلتطفتها بل كانت امرأة تساوي الآلاف من النساء فهي الطفلة الصغيرة و هي المهتمة بالأدب الفرنسي و هي بنت البلد المصرية التي تعرف زقاق حواري القاهرة و هي الأصيلة التي جابت الريف المصري في إطار حملات توعية و هي المعاصرة صاحبة الفكر المتحرر و المتقنة للغات العاشقة للسفر و معرفة الآخرين و هي المعارضة الشرسة كل طاغية يحاول المساس بوطنها و بشعبها.

إنها يارا سلام التي لا تنسى ، من وعدتني بالمجيء لتونس و بشرب قهوة في الشواشين مع مناضلي الحركة الأمازيغية بتونس ، فيارا تحب التاريخ و الثقافات وتؤمن بان ليس في العالم لون واحد بل العالم يقوم على الاختلاف و على التعدد …

وعدتها بقهوة و بلباس أمازيغي يليق بجمالها الكوني ، و عدتها بمعجم للغة الأمازيغية و بكتاب حول

والميثولوجيا و عدتها و لكنها لم تأتي لنشرب القهوة و لنزور جبالنا … سرقها عن الموعد الأمن المصري و حكم العسكر من أهدى شباب ثورة الكرامة المصرية السجن جورا و ظلما ليارا سلام و لرفاقها حبايب مصر .. فيارا من أوصى بها سيد درويش حين قال : مصر يا أم العجايب شعبك أًصيل و الخصم عايب خلي بالك من الحبايب دولا أنصار القضية .. أهودا الي صار و أدي الي كان مالكش حق تلوم عليا ” .

رغم سجنهم ،تبقى إبتسامة يارا تسافر إلى قلوب أنصار الحرية  في العالم و يبقى عار العسكر بصمة خزي كتبها تاريخ مصر و حفظها شعب كنانة من لا يقبل بظالمين على أرضه .

يارا سلام في عمان الاردن

يارا سلام في عمان الاردن

1 Comment

  1. Radwa

    صباح الخير
    اولا شكرا علي الكلام الجميل 🙂 انا من اقرب صديقات يارا و حقيقي حسيت بسعادة فوق الخيال لما شفت كلامك و طبعا صور يارا، شكرا جزيلا ليكي مرة تانية
    رضوي

    Reply

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *