كتب لي صديق من جزائر الشامخات الشاهقات ، قائلا : “صاحبة القلم الحين بدل الحبر يشبه الرشاش يطلق الآمال كما عصى موسى تشق البحر كمحراث يزرع الآمال و يمسح ضلال للألم و يمزج الاذواق بنكهات عديدة إنه كقلم الكحل يزين عيون العاشقات أو كسيجارة تريح النفوس قلم يحترق كالشمعة لينير كفرشاة رسام يزاوج الالوان أخضرها تونسي و أصفرها قادم بدفء الشمس و أزرق حرية و بنفسجيها أحلام و أحمر كدم الشهداء تلألئ بأطياف قوس قزح ليظهر جه الحرية ملامح مها جويني”
كلمات لم أجد لها ردا ،و لم أجد بأي عبارة سأرد على كرم صديقي أسيرم ، و اسيرم بالأمازيغية يعني الأمل ،إنها كلمات بحجم أملنا و أحلامنا التي تحاول العيش في أوطان بدأت تضيق بنا و بدأنا بدورنا نضيق بها.
عزيزي أسيرم شكرا لروعتك و شكرا لذلك الأمل المتطاير من حروفك المتناغمة كنسيج صوف شاوي * أو كزهور أينعت في إحدى حقولنا البعيدة ،في تلك الاراضي الطاهرة التي لم تطلها يد الهمجية بعد هناك حيث نسمع أصوات الحرية و الكرامة متصاعدة من حنجرات كادحات هذا البلد ، هناك حيث نرى الوشم الأزرق يشهد على جذور هذه الأرض ، إلى تلك الطاهرات نحن نسعي.
أتعلم يا رفيقي، كم أشتهي أن أكل الخبز المغمس بالزيت تحت ظل زيتونة و أنام على ضجيج المحركات الفلاحية مع شمسنا الحارقة التي تحيي فيا حب الحياة ، أو تدري أنني مللت شمس سماء الحبشة ، أحسها ليست كالتي تشرق على أرضنا ؟ هنا الشمس لا تعرفني و أنا أتجنب شعاعها أراه قاسيا و جافا ، رغم محاولاتها لاستمالتي إلا أنني أخبرتها بأنها لن تحل مكان تافوكت * ولا مكان أوجنا *..
أتعلم يا أسيرم ، كم هو مؤلم ان تبحث عن وطنك بين وجوه المارة ، كم مشيت في شوارع أديس أبابا أبحث عن أحد يشبهها ، تلك الحسناء المتربعة على عروش ملوك المتوسط ، أنا هي تلك المثيرة التي تغازل الجميع و لا ترضى أي أحدهم ، ليس في مثلها أحد .
أتعلم يا صديقي ، كم هو موحش فعل الشوق يكاد يقتل فيك الرغبة في القراءة ، الشوق أصارعه بغيثارتي أظل أعزف و أعزف إلى أشعر بآلام في أناملي أحس بأن الدماء تكاد تغادر تلك البشرة ، حينها أتوقف و أنام . لأحلم بعطر أمي و بريح زهرها .
عزيزي أسيرم شكرا لكلماتك و لنا موعد لن أخلفه