arablog.org

رسالة لفارس الشوارع خالد الهداجي

عزيزي خالد ، اتابع مؤخرا ما ينشر حول مجلة الطالب التونسي ، و ما تذكره وسائل الإعلام حول أناس التصقت أسمائهم بالانتهازية و بالتذيل للنظام القديم ، لا أعرف كيف تم إصطفائهم و إختيارهم ليكونوا ممثلين عن حركة طلابية عرف أبناؤها الكثير و الكثير من المظالم و المحارق و القهر و و و و ….
ما إن قرات اسم نوفل الزيادي ، تبادرت الى ذهني أغنية من أين جاؤوا و كرم اللوز شيده أهلي و أهلك …في بال أغنية يا اخت عن بلدي ، تراءت لي صديقتنا أنس و هي تغني ذلك اللحن لمرسيل في الساحة الحمراء حين إجتمعنا ذات خريف للننسق للانتخابات المجالس العلمية ، حين كنت قبلة جميع الشباب من المعهد العاللي للعلوم الانسانية بتونس و من المدرسة العليا للمعلمين و من المعاهد التحضيرية و من معاهد أخرى ، كنت تتحفظ عن ذكر أسماء مناضلها خوفا على سلامتهم .
حين يغيب إسمك هذه السنين عن المنابر ، و عن جوائز حقوق الانسان و عن الصالونات ،أبتسم و أقول في نفسي القاعات الفخمة لا تليق بمناضلي الشوارع و الصدام …
تغيب عن الأماكن التي ارتادها انا و لكنك تحضر في المخيال و في الذكرى و لا زلت اذكر حين ناديتك ذات اعتصام وقلت لك : خالد انا نخاف من البوليس … ميسالش تبقى حذايا …. ، كنت فعلا اخاف عصا البوليس و خاصة قوات مكافحة الاجرام التي تحاصر الجامعة و تغلق الشوارع .
لازلت اذكر تلك الابتسامة حين أكدت لي بأن لا شيء مخيف ، فالجميع هنا و نحن على حق و سنحرجهم أمام الجميع ، يجب على التونسيين ان يروا وحشية الامن التونسي مع الطلبة … نحن الطلبة نحن مستقبل تونس و نحن من نريد الخير لهذه البلاد …
أجبت بإبتسامة ، رغم قلبي الذي كان يخفق من هول العصايا و الاسلحة التي كانت بحوزة البوليس الذي قدم ليحارب مجرمين و ليس طلبة يحملون لافتات تطالب برفع المنح الطلابية و تنادي بضمان حقوق شباب تونس في العمل و في الكرامة .
كانت كل لقائاتي بك تدور في ساحة الاعتصامات أو في حفلة في احدى الجامعات او في مسيرة سلمية تنتهي بملاحاقات الامن ، كنت المحك بسرعة ربما لانك دائما في الصفوف الامامية أو ربما لانك صاحب قصائد جميلة احب قائتها حين تنشرها مجلة الطالب التونسي .
مرت السنوات ، و اختلفت طرقنا لكن تبقى الشجاعة و الكلمة الحرة و الوطنية الصادقة مرتبطين بخالد الهداجي …
سلامي اليك ايها النبيل في زمن تباع فيه الخضراء لمن يشتري أكثر .

صورة لمقال للمناضل خالد الهداجي ،

صورة لمقال للمناضل خالد الهداجي ،

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *