arablog.org

طرابلس زهرة المدائن

 

طرابلس عاصمة ليبيا، شقيقة قرطاج وجارة قاهرة المعز. تريبوليس القديمة التي أثارت روما وألهمت ذلك القائد الفذ سيبتيام سيفر تريبوليس مدللة اللوبيون وفاتنة الإمبراطوريات، هناك على سواحلها الزرقاء يموت الغزاة و ينتصر أبنائها .

إنها طرابلس، عنوان الأناقة والقيافة والتحضر، تقول العجائز في وطني ” الحطة الطرابلسية” بمعني الأناقة الطرابلسية، هناك تنسج أجمل الأقمشة، و تصدر آخر موديلات التطريز، شوارع طرابلس الشهيرة بصدى النوتات والألحان والقصائد …

تريبوليس النغم والحب والمقامات وأجمل القصائد. هناك يكتب الشعراء  وتلبس النساء الألوان ويقف الرجال حراسا على أبواب مدينتهم.
طرابلس أول مدراس الأديان هناك الكنيسة وهناك الدير وهناك المساجد وهناك الزوايا الصوفية .

طرابلس أم القديس أريوس المسيحي، وأم الصوفي الشهير عبد السلام لسمر، هناك وجدت أقدم نسخ للعهد القديم، هناك ترعرعت المذاهب الأسلامية المنفتحة ولمن لا يعرف عروس البحار، فهي عنوان الابداع وهي من أجمل لوحات بيكاسو وأجمل من شعر محمد الكيلاني وأعمق من نثر إبراهيم الكوني.

من أين جاؤوا ؟ وكيف يدعون أنهم حماة طرابلس وكيف تصدقون بأنهم ليبيون ؟

هؤلاء هم طغاة الزمن، إنهم تتار هذه الأيام، ولا ينتمون لتلك المدينة التي لا تفارق شوارعها عيناي وصوت النحاس فيها وجمال الخشب المنقوش المعروض للبيع، وحسن وبهاء الأقمشة وتلك القهوة اللذيذة …

هناك، أجمل المغازلات وأرقى الألحان هناك أسمع “ريدي الغالي نعديك يا سيات ريدي الغالي .. و نقابلك بالصبر فيما جرالي” هناك التسامح والتضحيات من أجل الحب، في مقهى كازا يضرب العشاق موعد للرؤية أسوار المدينة الشامخة وللحديث عن آخر القصائد ولضرب مواعد أخرى على شاطئ صبراتة أو زوارة …

في طرابلس، لا تقفل أبواب البيوت في وجه الغرباء، ولا تكف تلك النوافير عن ضخ المياه. تريبوليس تحيا بالحب وتنتصر بجمالها على الطغاة ، طرابلس النور وخفافيش الظلام تلك ترهبها شمس الحرية .

طرابلس لا تموت …طرابلس عروس المتوسط … طرابلس زهرة المدائن

بقلم ، مها الجويني

أسوار الحارة القديمة بطرابلس

أسوار الحارة القديمة بطرابلس

 

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *