arablog.org

من أجل تمغريبت : متضامنة مع بشرى الشتواني

 

“واش كيسحابو أرواحهم خلفاء الله على الأرض؟” هكذا تسائلت بشرى الشتواني حين إعتدى عليها رجل ملتحي و إمرأة منتقبة بالعنف الشديد ، بعد لعنها و تكفيرها و إتمامها بالعاهرة و بالزنديقة أمام الملأ . و كان السبب هو قيام بشرى بشرب الماء أمامهم حين كانت تتناقش معهم و تتجادل. مسألة شرب الماء ببساطتها أثار حفيظة الملتحي و زوجته من سمحا لأنفسهما بضرب بشرى و تأديبها لأنها أفطرت في وضح النهار عند شهر رمضان الكريم .

لم يكتفي المعتدين بالاعتداء الجسدي و المعنوي بل وصل بهم التطرف لتكسير جميع ممتلكات محل بشرى الشتواني الواقع بمنطقة إنزكَان بجهة سوس بالمغرب مع إتلاف المعدات التي فيه و تهديدها بما هو أسوأ لأنها ملحدة و عاهرة حسب قولهم.

أثار الحدث الكثير من إستيائي ، ليس لأن بشرى الشتواني من الكاتبات و المناضلات التي أكن لهن الكثير من الإحترام و الحب و ليس لأن العنف يأتي بإسم الدين و بإسم المعتقدات فلقد تعودنا منذ إندلاع ثورات الخريف العربي على سماع مثل هذه الأخبار بل شاهدنا ما هو أسوأ من ذلك.

وجعني قلبي على حد عبارة التونسيين ، لأن الأمر يأتي من مغرب السلام ، من تمغريبت التي إتخذت من الحب و السلام عناوين لها ، تمغريبت التي أعزت الإنسان المغربي و قالت لأهل الأرض : إخوتي هيا، للعلى سعيا . نشهد الدنيا، أن هنا نحيا. فحين تحيا في المغرب  ستولد على وقع أرض تحدت بأطلسها السموات و الألهات و نسجت بخرافتها و أجمل الحكايات من عيشة القنديشة إلى حموراي إلى أوجاع الرويشة وصولا لأسرار ذلك البخور العجيب.

و حين تعرف المغرب جيدا ، تموت قهرا مثلي لأجل بشرى الشتواني و لأجل نساء تلك الأرض الطيبة، فالظلم الذي تعرضت إليه بشرى ليس بالأول حيثت توارت مؤخرا إنتهاكات حقوق إمرأة المغربية بتعلة الدين و العادات و التقاليد ففي السنة الماضية كنا قد تابعنا أحداث فتاتين إنزكان من تعرضتا للعنف و للضرب للبسهما للتنورة القصيرة ، تلك الجريمة التي خرجت من أجلها نساء أغادير و سوس و أزنكان للإحتجاج من أجل حرية و كرامة .

أذكر جيدا صور بشرى الشتواني و سط تلك المسيرات و هي تمسك بالمصدح و تصرخ ضد التطرف و تنادي أهلها من أجل مغرب يسع الجميع ، من أجل مغرب يحترم ذاته و يحترمه الآخرين . أذكر جيدا تصريحات بشرى ضد اليسار المتطرف و ضد النظام و ضد الاسلام الوهابي  حين كانت تقند اليسار و اليمين و النظام و الحركات السياسية المغاربية .

لم تكن بشرى يوما جزءا من القطيع بل كانت على شاكلة المغرب جميلة و مقاتلة ، مسالمة و مقاومة ، فهي تحمل تناقضات تمغريبت ، في روحها شتاء إفران و شمس تيزنيت و تحمل أيضا بركات شهدائها من تتحدى بهم نعيق غربان البين و سوادهم .

بقلم مها سالم الجويني المناضلة المغربية بشرى الشتواني

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *