arablog.org

أيام مع مصر المحروسة

“الي ليه أهرام زينها نقلوا يا عمنا” هكذا قال أحد الشباب حين مررت بجملي بجانبه . أجبته و “مين ليه بأهرام زيكو؟” . و بادلته الابتسامة و أكملت أغنيتي بصوت عالي : لولاكي لولا لا لولاكي ما حبيت لو لاكي ما غنيت . و أضحك مع أصدقائي للقدم الاغنية و لجراتي و انا أغني فوق جمل غير أبهة بمن حولي .
كنت في حالة من السعادة و الفرح غير قابلة للتفسير ،أردد أغنية علي حميدة كما كنت أغنيها و أرقص على ألحانها و أنا ذات الخمس سنوات ، بين خوفو و منقرع علت ضحكاتي و نكاتي مع الجميع بلهجتي المصرية اللشعبية “الشبراوية” التي تفضحها لكنتي المغاربية ليكتشف المصريون بأنني مجرد سائحة .
و لكنني مع المحروسة لا أتعامل بمنطق السائح فلطالما حلمت بأحمد رمزي و بحضن رشدي أباضة و بذلك الواد التقيل غنت له سعاد حسني و أذهب بعقول أجيال كاملة .
لي مع كل شارع في مصر رواية أو قصيدة أو أغنية ،إني أعرف مصر من مبدعيها الذين عشقتهم كما عشقهم الذين من قبلي لقد كبرت و انا أرى أمي تابع ليالي الحلمية و بوابة الحلواني ، عند الصغر كنت أسعد لرؤية كليب لعلي الحجار وهو يغني في مركب النيل سمراء و بعيون كحيلة ، عند الصغر كان يصابنا الخجل لقبلات أحمد زكي لغادة .
إنها مصر التي يسألني هنا الناس عن الترجي و النجم الساحلي و النادي الافريقي و لبلابي و برشا و الثورة و كل شي هنا المصري ليس المصري الذي نراه في الاعلام ، في قلب مصر لا تسمع عن الشوفينية المصرية و عقدة مصر أم العرب.
هنا مصر شابة و بهية ..هنا مصر الكريمة و أم الطرحة و جلابية .
هنا عواد لن يفرط في حبة رمل من بلاده
هنا البهية تعتز بالنيل و لن تسمح بأن تسرق منها مياهه العذبة .
هنا الدين لله و الوطن لأهل مصر وحدهم من يحددون مصيره
12970276_10154270463559672_956519886_o

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *