بلادي احكُمي واملكي واسعدي ***فلا عاش من لم يعش سيــّدا
بحرّ دمي وبمــا في يــدي***أنا لبلادي وشعبي فدا
لك المجد يا تُونس فاستــمجدي***بعزّة شعبك طُول المـدى
ونحنُ أُسُودُ الوغى فاشهدي***وثُوب أُسُودك يوم الصــّدام
60 سنة مرت على ذكرى إستقلال أرض لا زالت تتخذ من الياسمين المعتق عطرا و الخضرة عنوانا في زمن الارهاب و الفوضى . رغم فقدناها المئات أبنائها من فارقوها حين أختاروا حمايتها من التتار و حين آمنوا بأن لا جنان إلا تحت سماء تونس .
فبعد خمس سنوات من ثورة الكرامة أو الياسمين أو تلك الحالة الاستثنائية التي نجحت في الانتقال الديمقراطي و في التصدي للارهاب و في حصد جائزة نوبل للسلام بفضل جهود نسائها من يرفعن إسمها و لو كن في أقصى الأرض.
هنا في إقامة سفير تونس معالي السيد الصحبي خلف الله بأديس أبابا إحتفلت الجالية التونسية برفقة حضور ديبلوماسي من دول القارة الافريقية و الاتحاد الافريقي و الأمم المتحدة و باقي دول العالم على غرار مصر و الجزائر و ليبيا و فرنسا و بينين و السينيغال ، ذكرى استقلال تونس المجيدة على وقع الانغام الأصلية التونسية و الأكلاتالمتنوعة ومع الحلويات التقليدية .
بدأ الاحتفال بخطاب السفير حيث حرب بالجميع و أشاد بنضال الشعب التونسي من أجل تحرره من براثين الاستعمار في الماضي و الحفاظ على تونس من الارهاب في الحاضر ، تونس التي نجحت في اختبار الانتقال الديمقراطي على مستوى افريقيا و العالم بفضل الدور الذي لعبه المجتمع المدني والشباب بالأخص .
شاركتُ الجميع التصفيق لكلمات معاليه أنصفت تونس بكل مكونتها ، إذ لم تكن خطبة حكومية بعبارات جوفاء ،كلمات تليق بالرسالة التي بعثها الزعيم بورقيبة مساندا للملك الاثيوبي هنري سيلاسي في منفاه في إيطاليا في 1935 حين إستكر الزعيم عنجهية الاستعمار الايطالي تجاه القارة السمراء .
كلمات لا تقل وقعا عن صوت نساء بلادي و هن ينشدن “حماة الحمى ” أمام الحضور ، بداية من حرم معاليه منية خلف الله التي أشرفت بنفسها على الحفل و على راحة الجميع خلال الحفل و بعده حين إجتمعت بنساء الجالية التونسية أو كما نقول “جرابا صافي” حيث تعالت الضحكات و الحكايات التونسية بمختلف لهجات تونس لتقول “نحن هنا من تبرسق إلى بن قردان”.
نحن هنا بتفاصيلنا و بألواننا المختلفة التي صنعت تلك الفسيفساء التونسية التي نتفاخر بها .
مع تعليقات السيدة منية المرحة تأتي دعوات الدكتورة وفاء الدبابي لحفظ أبناء تونس من الشر ، فحسب الدكتورة وفاء الوطن هو الانسان التونسي المقاوم الحامل للسلام و للحب لبلاده و للعالم و تأتي إبتسامة مريم السعيدي بن سالم التي تخطت جغرافيا القرن الافريقي لتحملك الى شاطئ حلق الوادي و إلى زقاق المدن التونسية.
كان لكل تونسية التقيت بها وقعا خاصا و تأكيدا لقول شاعر البلد : نساء بلادي نساء و نصف ، لنساء تونس فقط تلك القدرة على حمل هم الوطن و تحدي صعوبة العيش بأثيوبيا و المحافظة على الهوية التونسية و إبداء الاستعداد من اجل التضحية لوطن آمن زعماؤه بنساء هذا البلد .
في الذكرى الستين و رغم البعد عن الوطن إلا أن التاريخ التونسي المقاوم من يوغرطين الذي تحدى روما وصولا إلى صاحب “السلفي” الذي يحمل سلاحه ضد الارهاب ، لايزال حاضرا فيما بيننا و ترى صداه في عيون نساء هذا البلد .