arablog.org

موعد مع خليفة البوكشاش على ضفاف النيل الأزرق

عزيزي خليفة غادر مياه النيل الأبيض و عد حيث أتيت ، أرجوك ..حضورك يبدد قدسية المكان ،هنا ولد النبي الموسى و هنا حمل النيل ذلك النبي الرضيع إلى قصر فرعون بمصر ، لا أدرى على أي ضفة عاشت أم موسى المخاض و لكن يقال أنها أنجبته تحت ظل إحدى الشجيرات التي تحيط بهذا النهر فرجاءا غادر …
خليفة أيها اللعين ، إني أشتم رائحة النبيد الأحمر المعتق في جبال مرناق تحمله موجات النيل ، آلا تدري أيها المتمرد أن المسلمين يصدقون بأن هذا النهر إمتداد لنهر أكبر في جنة الخلد بالسموات السابعة من أجل ذلك يأتي المتصوفة من كل أرجاء السودان لإقامة الصلاة و للابتهال هنا ..
لا لن أستمع إليك ، لست بمصطفى سعيد ؟ و أنا لست بتلك البريطانية الشقراء جين موريس بطلة موسم الهجرة الى الشمال … ألا ترى شعري المجعد الذي يشبه شبكات الصيد المرماة على ذلك القارب ؟ كيف تحدثني عنها ؟ و ثم ما علاقتي أنا بها ؟ هي ملهمة الطيب الصالح و انا لا ألهم أحدا ..أزح عني وجهك لا أصدقك … توقف عن المراوغة و تغرني سمرتك و لا ذلك العقد الفضي الذي تحمله على رقبتك و لا تلك الوشم الاخضر الذي يتوج زندك الأيسر.
ماذا ؟ قالولي روح البراني و قعدت ملوح وحداني ؟ مراوغة غبية منك…معذرة إني لا أحمل أي نوستالجيا لذلك الوطن ..
نعم لا أشتاق لتونس ؟ و لا أريد العودة إليها ؟ ولست هنا لأذكرها و عليه عد من حيث أتيت …
لا تفتح ذراعيك لي لن ارتمي في النيل و لن أشارك هذه اللعبة المجنونة في السباحة مع التيار لنصل حوض المتوسط ثم نتوجه نحو الخضراء لا و ألف لا …
خليفة أيها اللعين توقف عن الغناء …
صوتك يشبه عون الأمن الجامعي وهو يلاحقنا أيام احتجاجات الحركة الطلابية…إخرس قليلا…لأستمع لتغريد طيور النيل القادمة من أوغندا أريد التحليق عاليا خارج أسوار تونس و بعيدا عن أوجاعها …
ألم اخبرك بانني قطعت جميع انتماءاتي ؟ لم أخبرك بأنني نزعت ثوب القبيلة ؟ و أصحبت أهتم بالانسانية ؟ نعم أنا …
قسما بديهيا الأمازيغية…
إخرس ..توقف عن الضحك … إنني أمضي نحو الحرية ….
أدرت بوجهي نحو الأشجار بعد أن أنهلت عليه بالحجارة … خليفة البوكشاش كم أكرهك

*خليفة البوكشاش شخصية خرافية يحاورها المدون التونسي محمد بالطيب

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *