arablog.org

باريس أقرب من سيدي بوزيد -رسالة إلى الباجي قايد السبسي-

 

“باريس أقرب من سيدي بوزيد ” نداء وجهه مدونين و نشطاء على شبكة الانترنت بتونس لرئيس الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي مستنكرين زيارته الفورية للعاصمة باريس لتقديم التعازي للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عوض التوجه نحو مهد الثورة التونسية سيدي بوزيد التي قطع الارهابيون هناك رأس راعي أغنام لم يتجاوز عمره ستة عشر ربيعا بعد أن قاموا باختطافه و تسليم راسه المقطوع إلى أخيه .

حادثة الشاب مبروك السلطاني الراعي الذي يقطن جبل المغيلة بسيدي بوزيد هناك حيث يغيب الكهرباء و الماء الصالح للشراب المرافئ الأساسية للحياة الكريمة ، يعيش الشهيد مبروك السلطاني مع أغنامه بعد أن فقد حق التعليم و حق الذهاب الى المدارس كباقي أبناء تونس .

لأنه راعي فقير و لأنه ينحدر من تلك المترفعات القاحلة المنسية لم يزر أهله رئيس الجمهورية ، أهل الفقيد اللذيين و حسب مواقع إعلامية تونسية لا يزالوا يحتفظون برأس إبنهم المغدور.  وتعليقا على هذا الموقف الناشطة التونسية درصاف حميد : “ذبح طفل تونسي هو ذبح لكلّ التونسيين ” هذه معنى المجزرة… سيدي الرئيس المأساة واحدة و العزاء واحد و الفظاعة واحدة “.

و من جهة أخرى قال المناضل التونسي يوسف بلقاسم : ألم تكن تونس أولى من فرنسا ألم تكن بوزيد أولى من باريس. ثم كيف يغادر رئيس الجمهورية البلاد دون إتخاذ اجراءات بخصوص هذا الهجوم الارهابي

لم يكن هولاند ليغادر فرنسا أبدا في مثل هكذا ظروف…لأن الشعب الفرنسي كان قد يحاسبه على استهتاره…

أما عن مصير مبروك السلطاني و موقف سلطة الاشراف نشرت الكاتبة عائدة بن كريم مسلمي :” هو ليس بالشاب ولا بالطفل هو بين هذا وذاك هو لا يرتدي ميدعة جلّول ولا عمامة بطّيخ. هو ربما لم تصله أخبار الهاشمي الحامدي الذي وعد أترابه بجراية شهرية وغناية “طهّر يا لمطهّر” هو كذلك لا يعلم أنّ في هذا الوطن مُرتزقة باعوا السماء والماء وباعوا من قبلهما الجبل…هو لا تهمّه انكسارات الأجنحة ولا تداعيات عركة الحمار والبغل” …

هكذا و تعددت التدوينات على صفحات النشطاء التونسيين بين ساخر و ناقد و لاعن و شاتم في بعض الاحيان للسيد الرئيس الجمهورية الذي أجمع المتابعون للشأن السياسي بتونس على قلة حكمته حين تعجل لتقديم التعازي لباريس متناسيا الجرح التونسي الذي لم يندمل بعد ، فعاصمة الأنوار بجيشها و بمركزها العالمي لن تبلغ مآسيها مآسي البلاد التونسي ، علما و أن التونسيين دون استثناء  متضامنين مع ضحايا تفجيرات باريس  و لكن يا سيادة رئيس الجمهورية “الماء الي ماشي للسدرة الزيتونة أولى بيه” … عائلة مبروك السلطاني أولى بتلك التعازي .  الراعي الشهيد مبروك السلطاني

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *