arablog.org

أمل الرويسي حكاية شاعرة بنكهة الوطن

أمل الرويسي في إحدى المسيرات

“نجنح ونجيك نبني عشي على بدنك ، نخيط زناقيه سكرانة عقاب الليل ونعيط نحبك هيا روح، فيبالك صب الثلج و جبال الكاف العالية تستنى فينا، فيبالك جبلنا مهما برد دافي؟ أدفى مالغربة، غربتي و غربتك، حكايتنا حرف، حروف ، كلمة ناقصة، جملة ضايعة، روح خلينا نكملوها ونكتبوها على جبال الكاف العاليةنحبك”

بغزل غارق في تونسيته ، بكلمات من اللهجة التونسية الخالصة ، أخبرت الشاعرة أمل الرويسي حبيبها بأنها قادمة إليه رغم بعد المسافات و  الغربة و الاغتراب بأنها ستعود إليه لترسم قبلاتها  الدافئة على صدره و على مرتفعات مدينة الكاف .

أمل الرويسي  شابة مبدعة تعتز بتمردها  على الحاكمين بتونس بكل ألوانهم ، ل هي صوت ثائر لا يغيب  عن كل مسيرة تتخذ من لعن النظام عنوان لها و تعمل من سقوط دولة البوليس بتونس شعارا لها ، هي شابة لم تتجاوز الخامسة و العشرين ربيعا و لكن حديثها ينبع من عقل شيخ عرف قسوة الحياة و زيفها ، إنها شابة على شاكلة بلادنا جميلة و منفتحة و عصية على الطغاة .

بوجه بريئ و إبتسامة لا تفارق  ثغرها الوردي كتبت أمل’ أنا مراة’ مخاطبة مجتمعنا الذكوري الذي نجحت امل في تحديه و هي القادمة من منطقة شعبية تعاني الفقر و التهميش و استغلال النساء . من أجل كرامتها كمبدعة تعلم جيدا كيف تحمل إمراة كتابا و كراسا و هي تستقل الحافلة الصفراء لتتوجه نحو الجامعة بعد أن إحمرت ساقيها من الوقوف و تعبت عينيها من لعب  دور كاميروات  المراقبة و هي تحاول ان تحمي نفسها من قطاع الطرق و المتحرشين …

كتبت أمل الرويسي للمرأة الإنسان منذ  أن شرعت في كتابة قصائدها في 2007 باللغة العربية لتتحول فيما بعد  نحو  اللهجة التونسية في 2012 عملا بوصايا علي الدوعاجي و عم علي بن سعيدان و بلقاسم اليعقوبي أوفى شعراء هذا البلد . طرحت أمل مسالة  التمييز العنصري و العنف المسلط على النساء بجميع أشكاله في قصائد و تدوينات شتى كما عالجت قصائدها نظرة المجمتع التونسي و العربي عموما لمسالة الحب و العلاقات الاجتماعية التي يسود النفاق و الخيانة أغلبها .

وفي سؤالنا لها عن أسباب اختيارها للهجة التونسية أجابت : ” اخترت نكتب هكة، خاطر دراجتنا تعبر وتوصل أقرب للناس العاديين، كي نكتب نقرب للناس لليومي متاعهم، لتفاصيلهم، ونحب الكلمات الأمازيغية في لغتنا الدارجة وهي لتقربني من أصولي الأمازيغية الي انا نفخر بيها” .

وحدها اللهجة التونسية الممتزجة بين الامازيغية و التركية و العربية و الفرنسية و بعض الكلمات الايطالية تعبر عمما تحمله أمل من انفتاح على العالم وإعتزاز بالجذور كما يقول غاندي :” أفتح نوافذي لكل رياح العالم ولكن دون أن تقتلعني من جذوري” .هكذا هي أمل الرويسي شاعرة مبدعة بنكهة تونس القريبة البعيدة و المنفتحة  الأصيلة و الجميلة الصعبة المنال .

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *