arablog.org

وطني أين أعيش حريتي و لا أخجل من الكلمات

مها الجويني

تواترت المدة الأخيرة رسائل من أصدقائي و معارفي و من أهلي من يسألونني: متى تعودين لأرض الوطن ؟ وين أراضيك ؟ آلا تشتاقين لتونس؟ هل أعجبك حال الغربة و الفراق.. أرد على رسائلهم قائلة : لا تقلقوا وطني أين أعيش حريتي .. الغربة مسألة نسبية
أشتاق للأحبتي و لأصدقائي أينما تواجدوا في مدغشقر أو في لبنان أو في الجزائر قلبي لا يعترف بتلك الحدود البلهاء فمنذ متى كانت الإنسانية مرتبطة بتلك الخطوط السياسية ؟
ومنذ متى كانت الأوطان تختزل في الاسماء التي نحملها على جواز السفر ؟
وطني أين أعيش حريتي و لا أخجل من الكلمات ، وطني حيث أقول من أكون بدون خجل و بدون تنميقات وطني ذلك المكان الذي أطلق فيه شعري الأشعث بدون تعليقات المارين … وطني الذي أمشي بين شوارعه و ألقي قصائدي في أركانه دون أن يقذفونني بالخيانة الوطنية و المس بالأمن العام.
وطني حيث أعيش كريمة بشهادة عمل لا أترجح بين الفينة و الأخرى و على ظهري حقيبتي السوداء تحمل كمبيوتر و ألة تصوير يبحثان عن الحد الأدنى الإجتماعي .
و كيف لا أشتاق لذات الأعين الخضر ؟ الحسناء القرطاجية الكبر ؟ وكيف لا يبكيني فراق الحومة و الحبيب بورقيبة كورنيش الهام هاما؟
لكن ذات الأعين الخضر أضحت قاسية على أبنائها .. و أصبحت سجينة تحيطها أنياب المحسوبية و القهر و الظلم و غدونا سجناء تحت سماء الديمقراطية و الربيع و الثورة ووو …
عناوين طالما حملت بها أيام الجامعة و مشيت في المسيرات من أجلها أردتها أن ترتبط بإسم الخضراء ، كنت أعشق غناء : في خيمة النصر الي هل الخضراء تظفر في الشعر ..هيلا هيلا هيلا يا مطر .. .
و هطل عليا المطر وظفرت الخصلة الأولى من شعري و رفعت رأسي تحت سماء الخط الاستوائي و حلقت روحي بين السحب و لبست الشال الحبشي و رميت تمائم الأورموا و همت بالترانيم الأمهرية و تلقيت بركات الرب من جارتي الأرثودكسية من تباركني بلغتها الانقليزية الضعيفة و تدعوني للعشاء في أعياد ماري و اليسوع …
بلاد الله أوطاني … و لا غربة مع الحرية …
وطني حيث أعيش حريتي … حيث أعيش إنسانيتي

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *