arablog.org

حروف بطعم الخبز و الخمر المعتقة الكاتب عبد الجليل سلميان ليوميات جبلية متمردة

أن تكتب هو أن تشاطر الآخرين همومك و روايتاك الشخصية و تلك التفاصيل التي تعيشها و تجعل منك إمراة منفردة ، مختلفة لا تشبه الآخرين ،تفاصيل الغربة و الاغتراب و الشوق و أحلام العودة و الرحيل … حب الوطن و كره مافيه ، حب الله و التمرد على أحكام فقهاء المسلمين …
هي تلك التناقضات التي تسكن تلك الاحرف التي أخطها كلما يضيق بي الزمان ..
تناقضات تجعلني من المغضوب عليهم و تجعلني أيضا من المباركين …
لعنات تولد من سحر كارلوس لسيكانو و جان دوست ومعطوب لوناس و كاتب ياسين و سليم بركات و كمال الرياحي أولئك الذين أمطرت كلماتهم بذور التمرد المباركة ، التي تنير طريق الجبلية المتمردة … كلمات من روح الله لامست قلب الكاتب الصحفي السوادني عبد الجليل سلميان من راسلني البارحة قائلا :
قال الكردي سليم بركات “”إصعدي يا طرائدَ اليأسِ حتى جحيمي. وأنتَ؛ أيّ حديدٍ يموجُ تحتَ يديكَ؛ أيَّ جَمشْتٍ يطحنُ النهارُ في ظلَّكَ المُجرَّح؟ أيُّ ابتهالٍ يفجِّرُ العُنَّابَ؟ أيُّ سديمِ يرميْك كالندي بمرايا يسرقُ الفجرُ منها إوزّهُ؟ أنتَ؛ مالَكَ تدنو بحبرٍ من الصدى والرُّجُومِ؟ كنتَ ذا المُغَيَّبَ، حلواً، وقَد تَتَقرَّى الظنونُ لهوَكَ مُرْخيً على وقارِ الظنونِ. كنتَ ذا، أو ذاك الا”. فأي حديد يا مها، هذا الذي يموج تحت يديك وأنتِ تكتبين للقضية . نضال بأحرفٍ عاشقة، أي حب للحياة وللناس يجعل سنان قلمك الجريئ يطحن نهايات الكذابين والقتلة واللصوص .
على سفوح جبل شاهق مثلك، فكنتِ ذا يا مها أو كنتِ ذاك، كنت الأمازيغي أو الكردي، فلك أكثر من الريح وأكثر الندى وبعض المرايا التي لا تسرق الفجر بل تأتي بليل ٍ مضيئ، وحبر مثل حبرك، حبر من الصدى والرجوم
من أين تأتيك الأغنيات التي لها طعم رشقات الرصاص ورائحة الورد والبرتقال، كيف لك أيها الجبلية أن تجترحين هذا الأفق المناضل بكلمات رشيقة وكأنك تكتبين رسالة عشق. فعندما تكتبين عن تونس والجبال كأنك رسول حمزاتوف في سفره الرائع (بلدي داغستان)، إذ كتب: “يخرجُ المسافر في سفر/ فماذا يحمل معه؟/ خمراً يحمل… خبزاً يحمل… لكن يا ضيفي العزيز لن نتأخر في إكرامك ولن تحتاج إلى ما تحمل فالجبليّة ستخبز لك خبزاً والجبليّ سيقدم لك خمراً يخرج المسافر في سفر فماذا يحمل معه ؟خنجراً مشحوذاً يحمل ..
لكن يا ضيفي العزيز في الجبال ستُقدم لك فروض الإكرام وإذا كان عدوك لا يغفل عنك فالجبليّ عنده أيضا خنجر وهو من سيحميك
يخرج المسافر في سفر فماذا يحمل معه ؟ أغنية يحمل…
لكن يا ضيفي العزيز الأغاني المدهشة عندنا لا حصر لها في الجبال لكن لا بأس احمل معك أغنيتك فحملها ليس بالثقيل”. وها أنا أيتها الجبلية، ياصانعة الخبز للشهداء وللمترفين بعشق البلاد، ها أنا أرخي أذني قليلاً لاستمتع بهسيس رغوة حروفك النضيدة، حروفاً بطعم الخبز و فعل الخمر المعتقة.
فكوني كما أنت وكما شئت، وامض على صراطك الذي اخترت.

عبدالجليل سليمان

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *