arablog.org

سعيد مرغادي حين تنطق الصورة بتاريخ النساء

حين تحمل صورة فتوغرافية أوجاع النساء و أحلامها ، حين تكون العدسة شاهدة على أوجاع ساكنات جبال الاطلس المنسيات و الحالمات بوطن يحترم حقوقهن الأساسية .. فاعلم أن صاحب الكاميرا هو سعيد مرغادي …
سعيد مرغادي ، مصور فوتوغرافي مغربي صاحب معارض متعددة حول الثقافة الأمازيغية الصامدة رغم الفقر و التهميش …
فاجأتني صور سعيد مرغادي في معرض في 8 مارس لماضي تحت عنوان نساء الماء و نساء الأرض
كانت صور سعيد معروضة في بهو مقر الامم المتحدة بأثيوبيا . صور استوقفت العديد من الزائرين من الديبلوماسيين و الموظفين الدوليين و الإعلاميين و كنت أنا أولهم . و قفت بإبتسامة فخر . ليس لحرفية العمل و لعالميته بل للروح الانسانية التي انبعثت من تلك الالوان و من بورتريهات النساء .
المرأة الأمازيغية في صور سعيد ليست تلك الجميلة صاحبة للباس التقليدي الجالسة الى جانب مبخرة أو واقفة بأبهى حليها كما نرى أغلب الصور الحالية التي يطغى عليها الطابع الاحتفالي و السياحي … صور سعيد كانت ترسم الحياة الاخرى للأمازيغيات … صور كانت تقول: نحن نعيش رغم الفقر و رغم قلة الحلية و رغم النسيان.
صورة فيها تجاعيد عجوز تروي تاريخ من الأوجاع و من المعاناة.. صور لنساء يجلبن المياه من أعالي المرتفعات غير مباليات بما قد يصيبهن من أذى و من الآلام.. امرأة قد تتعثر و قد تموت في الطريق و هي تسلك تلك الطرق الوعرة أو هي تركب حمارا و تحمل الماء و بعض الاعشاب .عجوز قد تفارق الحياة لو اعترضتها مجموعة من الكلاب الضالة.
تسألت :هل يعرف النظام المغربي هؤلاء النسوة ؟
و هل تعرف نساء جبال الأطلس بمدونات الأحوال الشخصية؟
و هل يهم هؤلاء النسوة أخبار حزب الاستقلال ؟ و الحزب الاشتراكي ؟
هل يعرف العالم بأن ساكنات الأطلس يحلمن إقتسام الرغيف و شرب الماء الصحي؟
كاميرا سعيد حضرت بينهم و قالت : هذا الوجه الآخر للشعب المغربي …عيون هذه المعدومة تختزل جميع القضايا …
عدسة هذا المغترب التي جابت أوروبا وحصدت العديد من الجوائز و التكريمات و غدى إسم صاحبها عنوانا للعمل المهني و للإبداع الفوتوغرافي، ورغم شساعة هذا العالم و رغم إغراءات عاصمة الأنوار التي يسكنها إلا أن كاميرا سعيد مرغادي توقفت عند الأطلس و حملت منه حكايات مؤلمة كنقش ذلك الوشم الأزرق علامة التحرر ..مع  المصور الفوتوغرافي سعيد مرغادي الوشم في صور سعيد لم يكن تعبير أنثروبولوجي لانتماء ماء كان الوشم دليل لرحلة من أجل حق الحياة في أطلس أخضر يسر الناظرين و يدمي عيون نسائه الباحثات عن درهم للعلاج أو لتعليم أبنائهن .
إنه أطلس المقاومة ضد صعوبة الحياة ، أطلس أرهقته سياسات الظلم و المحسوبية و الجهوية …
أطلس يستمد قوته من تجاعيد تلك العجوز المرسومة بعدسة مرغادي …

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *