arablog.org

الرقص الإفريقي بطاقة هوية الآفارقة

سألت زميلي الكيني عن أصول الرقص الإفريقي فأجابني :” ليس لنا قواعد في الرقص ،نحن نرقص جماعيا و نتبع اللحن النابع من تراثنا و الذي يحكي قصصنا… و حكايتنا الرقص في كينيا حديثنا الخاص”
الرقص هو أول الفنون التي إبتدعها الإنسان منذ غابر العصور ، فالإنسان اكتشف الرقص للتعبير عن ذاته وعن مشاعره و عن أفكاره . و تحدد معالم الرقص الإفريقي من خلال مكوناته : الالحان و الأنغام و طرق الرقص و الأقنعة التي يسلبها الراقصون.
هذه المكونات مستوحاة في جلها من الحياة اليومية للإنسان الإفريقي و تختلف تعابيرها على حسب انتمائه القبلي و الديني و الإثني و الجندري إضافة للمكان الذي ينتمي اليه .
تتعدد معاني و رمزيات هذه الحركات فهي ترمز للإيمان و للخير و للشر و للحب و للحرب ، إنها ليست مجرد رقصات تثير إعجاب المشاهدين بل هي رسائل و هي بطاقة هوية قارتنا السمراء. فسينيغال تعرف برقصة الصبار و الزاوولي بالساحل العاج و ليواغا ببوركينافاسو و السونو بمالي و و الزوبو بالكنغو …
يعد الرقص الجماعي شكل أساسي للرقص الإفريقي ، و يتخذ أغلب الراقصين شكل الدائرة كرمز للدورة الحياة المتكونة من الولادة و العمادة و الختان و طقوس الديانة و الدراسة و العمل و الزواج و الأطفال و الموت …
الرقص الجماعي ليس مجرد رقصة للترفيه بل هي وسيلة للتعليم و فرصة لعرض العادات و التقاليد القبلية لنقلها للجميع و للتحاور بين الناس في إطار ساحة الرقص. هنا في أثيوبيا ليس على الراقص ان يكون متمكنا من فنون الرقص بل عليه ان يحمل الحد الأدنى من الشعور بالانتماء للجماعة و لديه إرتباط وثيق بأرضه و يحمل الرغبة في الإنصهار بين مجموعته على أنغام و خطوات تعبر عن ثقافته و تعكس ما بداخله فجزء كبير من الرقصات قائم على الإرتجال و العفوية و هذا ما يعتبره المختصين في الفنون الإفريقية أسمى قيم الإنسانية في الثقافة الإفرقية .
فرقصة سوغوندونو و هي الرقصة الشهيرة في أعراس سينيغال تتكاثف فيها ضربات أقذام الراقصين كعلامة للسعادة وللفرح .
يقول الزعيم سنغور : الرقص في إفريقيا هو بداية كل شيء ،و ما على الكلام سوى إتباع الرقصات ، ليتحول الحديث إلى أنغام و ألحان و رقصات . الرقص و الغناء و الأقنعة هي تراث القارة الافريقية

الصورة من موقع la danse noir

الصورة من موقع la danse noir

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *