arablog.org

نوستالجيا لزمن الأبيض و الأسود

تغطي شاشات التلفزيون و دور فن السابعSouad Hosni أفلام الألفية الثانية ، ذات البعد التجاري في أغلبها و ذات قصص الحب الخالية من الرومانسية و الكلام الجميل ، لتقتصر مشاهد الحب في مربع غرف النوم أو في مشاهد بكائيات خالية من الإحساس الصادق .
هكذا غدى الحب في دور فن السابع يدور في حلقات الإبتذال و الشعبوية و السطحية .
أمام ما يعرض أمامي من أفلام متشابهة تعج بموسيقى صاخبة و بصور و بكلمات شعبوية خالية من المعنى أختار الهروب للزمن الجميل حيث أضرب موعدا مع الرومنسية العذبة التي تأتينا على أنغام نجاة صغيرة و آهات عبد الحليم حافظ حين يعانق وسادته الخالية.
أهرب لشقاوة سعاد حسني و هي تكافح من أجل أحلامها مدافعة عن أصل عائلتها المتواضع و فخورة بحواري مصر المحروسة ،أكثر من ثلاثين سنة مرت على فيلم خلي بالك من زوز و لكننا لازلنا نحفظ أغنية “يا واد يا ثقيل” و لازلنا نكرر حركات سندريلا الشاشة و هي تغازل ذلك الأشقر حسين فهمي .
أسافر مع أطوار فيلم عدو المرأة لنادية لطفي و رشدي أباظة حين لعبت نادية لطفي دور محامية تدافع على حقوق المراة ضد رشدي اباظة الكاتب سليط اللسان المعادي لحقوق النساء ، فيلم طرح مسألة علاقة الرجل بالمراة في مجتمعاتنا بطريقة الزمن الجميل .
أضحك مع فيلم “نص ساعة زواج” لشادية و تتعالى ضحكاتي مع مدرسة المشاغبين و كأني أشاهدها لأول مرة . تتراقص روحي كلما مرت هند رستم و هي تتمايل على أغنية “زينة زينة ” لفريد الأطرش و تنتابني الغبطة كلما شاهدت فيلم “غرام في كرنك” ذلك الفيلم الموسيقي الذي حين تمازجت فيه الموسيقى المصرية بكل أصنافها مع تاريخ الفراعنة و مع أحلام جيل كامل .
جيل الزمن الجميل ، ذلك الجيل عبر عن الحب و الحرية من خلال رسائل كللتها قصائد نزار قباني الحمراء و كلمات سعاد الصباح ، و قفشات أحمد رامي و مأمون الشناوي . جيل تابع و قراء لأنيس منصور … وتفاعلت أحاسيسه لإصدارات فيروز و رحباني و هز أكتافه لصوت هيام يونس و ردد أغاني عبد الوهاب الدوكالي و غنى مع الهادي الجويني و أنصت لحلقات حبيب جغام على موجات الإذاعية الوطنية التونسية .
إنه ذلك الزمن الذي أهرب إليه كلما ضاقت بي هذه الساعات و كلما غمرني الحس بالإغتراب بين شباب جيلي الذي يختلف عني كثيرا ولا أرى نفسي فيه. إنه الزمن الذي كم تمنيت لو ولدت في تلك السنوات و لبست فستان قصير و جمعت شعري فوق مع أقراط صغيرة و حملت بين يدي قرص لداليدا أو لمايا يزبك أو لعلي الرياحي ، لأجلس في “بولفار لحبيب بورقيبة ، و أستمع لمغازلات حبيب لي و أهديه في أغنية نعمة : الحب الحب جهار الحب يشعل نار ، و يحكو بينا من دار لدار … و يحكو بينا من جار لجار وانت نار و حبك حار …. لا لا مش هكة تطلب ودي هدي يا متحدي . إذا ناوي تفوز بيدي .

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *