arablog.org

عزة سلميان الشاهدة التي تحولت الى مذنبة

 شيماء الصباغ “مصر يا أم العجايب شعبك أصيل و الخصم عايب ”
تعود قصة محاكمة المدافعة على حقوق الإنسان المصرية ، المحامية عزة سليمان إلى أحداث الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير في مصرحين تم إطلاق النار على مسيرة سلمية إحياءً للمناسبة في شوارع القاهرة، والتي توفيت فيها الناشطة شيماء الصباغ جراء إصابتها بالرّصاص. وقد طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بفتح تحقيق للبحث عن الجناة. علماً بأن عددا من الشهود الذين كانوا على مقربة قد قاموا بالإدلاء بشهادتهمن حول الواقعة ومنهم المحامية والمدافعة عن حقوق الانسان عزّة سليمان، والتي لا تنتمي الى الحزب المنظم للمسيرة، بل صادف أن كانت في مطعم قريب من المكان.
في 23 من مارس 2015 قررت النيابة العامّة بإتهام المحامية عزّة سليمان في قضية رقم 20152841 بخرق قانون التظاهر وتعكير الأمن العام . و تحول وضعها من شاهدة في قضية الى متهمة فيها ، وذلك بعد أن أصدر المدعي العام إحالة لضابط شرطة برتبة لواء ومجند بالشرطة للمحاكمة، بتهمة إخفاء أدلة في قضية مقتل الناشطة شيماء الصباغ.
دعوة المحامية عزة سلميان للتحقيق يتناغم في وقاحته مع تقرير سلطة الإشراف بمصر حول إستشهاد شيماء الصباغ الذي جاء فيه أن الرصاص المطاطي لا يقتل لكن نحافة جسم شيماء الصباغ أدت إلى قتلها . مثل هذه المواقف المنافية للقوانين الإنسانية و المعادية تماما لحق تعبير و لحق الحياة الكريمة في مصر ما بعد الثورة يثير القلق حول مستقبل حقوق الإنسان المصري الآن .
إلى أين تمضي مصر تحت ظل قضاء يتهم شهود العيان و يحول الشهيدة إلى مذنبة و يبرر القتلة ؟
هل سيؤول الأمر في مصر إلى دكتاتورية البوط العسكري و عنجهية عصا البوليس ؟
هل ضمان الأمن العام و الإستقرار السياسي في مصر سنة 2015 لا يتحقق سوى بالقمع و بإرهاب الدولة ؟
محاكمة الدكتورة عزة سليمان هي إستمرار للملاحقات الأمنية التي تطال المدافعين على حقوق الإنسان في مصر منذ فترة إعتلاء السيسي لمنصب رئيس الجمهورية المصرية ، و تحمل ضمنيا إزاحة القوى الديمقراطية و التقديمة عن طريق السلطة الحكم بمصر و الزج بالسجون هو أسهل طريقة لاسكات الأفواه الغاضبة و الرافضة للظلم .مثل الاستاذة عزة سليمان من قررت تقديم شهادتها لإنصاف الشهيدة شيماء الصباغ فما طالها سوى الملاحقة و الدعوة القضائية .

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *