عرفت تونس يوم أمس أخطر عملية إرهابية منذ بداية ظهور الإرهاب منذ 2005 إلى اليوم ،. و تـأتي هذه العملية النوعية من حيث توحشها و برابريتها وقت مناقشة قانون الإرهاب في المجلس التأسيسي و بعد مقتل الارهابي المدعوالرويسي بليبيا . و تعد هذه الجريمة المتوحشة كما إتفق على وصفها المحللين ناقوس خطر لمستقبل الإنتقال الديمقراطي بالبلاد حاملة بين طيتها ثلاث رسائل .
الرسالة الأولى :
يغادر الإرهاب في تونس الجبال ، ليستقر بيننا في المدن ، ليغتال تسعة عشر سائحا من جنسيات مختلفة في متحف باردو الوطني في وضح النهار ، في مكان يُجاور مجلس نواب الشعب و الذي يقع في قلب العاصمة تونس في منطقة ُتعرف بالحراسة الأمنية المشددة بحكم وجود مركز بشوشة لمكافحة الإجرام و ثكنة الجيش الوطني بالإضافة لنقاط إيقاف و مراكز تفتيشات.
إختيار الزمان و المكان ليس بإعتباطي ، فهؤلاء الإرهابيين أردوا أن يقولوا : بأنهم قادرين على مواجهةالأمن التونسي في النهار و في أكثر الأمكان حراسة و أمنا .
الرسالة الثانية :
طالت يد الإرهاب متحف باردو الوطني ، ذلك المعلم الذ يجمع بين قاعاته و على جدرانه تاريخ تونس المجيد و هويتها المتعددة الضاربة في القدم ، و الاعتداء على المتحف يدل على نكران هؤلاء لتاريخ تونس و لهويتها . فهم أحاديو الرؤية و لا يعترفون سوى بدولة الخلافة بالعراق و الشام كوطن لهم . وكل من قرطاج و نوميديا و صنهاجة و افريقية و كل الحقبات التي عرفتها هذه الأرض التي أثبت هؤلاء بأنهم لا ينتمون لها .
الرسالة الثالثة :
الجماعات الإرهابية بتونس تستهدف الموسم السياحي و الإقتصادي بحيث هم ليسو في صراع مع المؤسسات الأمنية فقط على إفتراض أن نظام بن علي كان يعادي الإسلام و يراقب المساجد و يتعاطى معهم و مع كل من ينتمي للاسلاميين من قريب أو من بعيد لكن بعد فترة بان بالكاشف أنهم يستهدفون مؤسسات الدولة التونسية ذاته و ظهر للعيان أن يحاربون السلام و الانتقال الديمقراطي و ليس وزارة الداخلية كما يدعون .