arablog.org

محمد محسن و صفاء الوطن

صورة لمحمد محسن في اعلان لاحدى حفالاته

صورة لمحمد محسن في اعلان لاحدى حفالاته

كتبت لي صديقتي صفاء العكريشي على صفحتي بالفايس البوك :”  منذ غيابك لم أستمتع لمحمد محسن  و لم أستمتع بأهودا الي صار و ادي الي كان ملكشي حق تلوم عليا. ” قرات رسالتها و فتحت الرابط  ليباغتني مقطع: تلوم عليا إزاي  يا سيدنا و خير بلادنا مهوش في إيدنا قلي على أشياء تفيدنا … و بعدها إبقى لوم عليا”.

لطلما رافق ذلك المقطع جلساتي مع صفاء، حين ننتهي من عملنا و نتوجه نحو كافيتيريا  “ماجيتسك” بالساحة الباسج لنشرب قهوة المساء هناك و نتبادل الحديث حول العمل و المواصلات و غلاء المعيشة و نرسم أحلامنا للمستقبل. لم تكن صفاء مجرد صديقة أرتاح لصحبتها بل كانت ملاك ناضج يفكر و يصارع الحياة و يدافع عن ملاكئيته وسط مجتمع مليء بالثعالب البشرية و الذئاب القاتلة.

إنها صفاء ذات الخامسة و العشرين ربيعا ، تعمل كمطورة للبرامج على شبكة الانترنت لكنها ليست ككل التقنيين الذيين عرفتهم بل هي فنانة و إنسانة تهز قلبها كل القضايا الانسانية، تراها توجه التكنولوجيا بألوان الحياة العميقة الكلاسيكية ، الحاملة لجراح أخيل و المستمدة من حزن قرطاج و المثيرة كراقصة حبشية .

كانت صفاء تعرف مدى حبي لمحمد محسن و لصوته العذب فكانت تشاركني الإستماع لاغانيه و لا سيما تلك التي هي لسيد درويش و لفيروز . كنا نحلق مع أهات محمد محسن و نعبر عما يخالجنا من أوجاع تتراكم بتراكم ازمات وطننا الذي أضحي يضيق بأحلامنا و بطموحاتنا .كان الحزن في أداء محمد محسن و عمق المظالم في كلمات الشيخ الامام كالبرح بيضك ليه تواسينا و تداعب أرواحنا الحالمة بحياة أفضل ، نكون فيها برتبة مواطنات …لنا الحق في العمل بإحترام و لنا راتب شهري مع ضمان إجتماعي و لنا الحق في أن نٌحب بدون حسيب و رقيب .

“البحر بيضحك ليه … و انا نازلة ادلع أملاؤ القلل” كنا نغينها و نحن في طريقنا الى الزهراء . بعد أن نستقل قطار الضاحية الجنوبية و نعٌد ما نملك من دينارات و نتقاسم التكاليف و تتعالى ضحكاتنا وسط القاطرة حين نقرر ان نصرف ما لدينا دون النظر في يوم غد .

نصل لمقهى أوروبا الثقافي و نتبادل التحايا مع العاملين هناك و نقضي الساعات بين قراءة مقالاتي الساخرة و بين النقاش في الأدب و الموسيقى و التكنولوجيا الرقمية مع ذكر أخر نكات الشارع التونسي. يمضي الوقت بسرعة معها دون أن أحس بذلك ….

مرت ثلاث شهر و بدأ شوق للوطن يخف ، لاني تعودت شوارع أديس أبابا و لكني لم أتعود على صوت محمد محسن بدون صفاء … لم يعد صوت العود معنى بدون شريكتي صفاء العكريشي . حتى مقالاتي الساخرة لم اعد أراجعها كما قبل فأهم متسمتعة غائبة بيني بينها آلاف الاميال و فارق وقت … و بيننا كما غنى محمد محسن : بيني و بينك صور و راء صور ….

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *