arablog.org

موعد مع أوليس

الصورة من موقع philo-lettres.m

أوليس أيها الشقي الأسطوري ، كيف وجدت مياهنا ؟

أوديسيوس أو أوليس بماذا تريد أن أناديك أيها الساكن بين قطرات مياه أرض و السماء كيف جعلت من مياهنا مسكنا و موطنا لك ؟
أيها المغامر الثائر كيف استطاع صدرك الحنون أن يحمل لعنة التيه في البحار ؟ و كيف تقبل قلبك الأخضر لون المياه الزرقاء ؟
يا صاحب حصان طروادة ، كيف احتلت على الأمواج حتى تهدأ لسفنك البارجة ؟ لقد أخبرنا بأمرك هوميروس ، و عجت أبيات إلياذته ببطولاتك و بصولاتك و بذكائك الخارق ، يُقال أن إياثاكا كان فخور بك فأنت كالجمار القادمة من رحم بركان . كنت على خطى أبيك شجاع لا تنهزم .
أوليس أيها الأغر أي قدر آتي بك لنوميديا ؟ و كم قضيت من وقت بين أجدادنا ؟ صورك على فسيفسائنا و كأنك أحد أبناء هذه الأرض … وجهك على اللوحات يشبه لون تراب أرضنا و كأنك سليل أحد ملوك قرطاجة ؟
أوديسيوس يا من ترافقك المتاعب أينما حللت ، كيف تركت بنيولوب وحيدة لتنعم بعرائس البحر على شواطئنا ؟ قلي أيها الشقي كم عذراء هامت بك بعد أن أفقدت صواب نساء أثينا ؟
أودسيوس أيها الفاتن ماذا حل بحبيبتك كالبيبسو تلك الشقراء رمز الجمال الإغريقي بعد أن حملت منك بأربع فرسان ؟
أظن أن الحروب عندك مثل أحضان النساء ، تستحق المغامرة و الانتظار و السلام و المعاهدات و اللعنات والنبوة و حديث الآلهة
مرت عصور و لا زلت كما أنت مثير و وسيم و فارس شقي …
ربما هذه الخصال هي التي جعلتك ضيفا عزيزا بيننا ، فأرض قرطاج لا تقبل بالضعفاء و انت يا عزيزي من روح هانيبال و سوفينسبا و عليسة و يوغرطين و ماسينيسان و شيبون الافريقي كلهم كانوا مثلك عظماء و إتخذوا من أرضنا موطنا و حصنا و ملجأ يقال أن تونس تختار نزلائها … و تونس تذكر من أحبها و لا تنساه … فهي إنثى حنونة و عصية على الغاصبين …
مثل أثينا تلاحق لعاناتها كل من يريد بها السوء …
أوليس خبرني أيها الضائع بين العشق و اللعنات و حسد رجال أهل الأرض … أحب ما قاله شاعر فرنسا دي بلاي فيك :

Heureux qui, comme Ulysse, a fait un beau voyage

Heureux qui, comme Ulysse, a fait un beau voyage,
Ou comme c es tu y-là qui conquit la toison,
Et puis est retourné, plein d’usage et raison,
Vivre entre ses parents le reste de son âge !

Quand reverrai-je, hélas, de mon petit village
Fumer la cheminée, et en quelle saison
Reverrai-je le clos de ma pauvre maison,
Qui m’est une province, et beaucoup davantage ?

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *