arablog.org

عندما يلوذ المفكر بالروائي : كمال الرياحي يحرر ابن خلدون

عرف الوسط الأدبي و الاقتصادي بتونس و بالعالم حادثة : تحرير تمثال ابن خلدون من شركة كوكا كولا عن طريق المبدع التونسي و الروائي العالمي كمال الرياحي من ثارت ثائرته لرؤيته لاشهار لشركة كوكا كولا يغطي تمثال ابن خلدون ليصبح الزائر لشارع لحبيب بورقيبة لا يرى تمثال علامة علم الاجتماع و لا يمتع نظره رؤية بساحة ابن خلدون .
ردا على تعسف الشركة في حق رمز تونس إبن خلدون ، دعا الروائي كمال الرياحي الأسبوع الماضي التونسيين للوقفة احتجاجية لتحرير ابن خلدون من اعتداء كوكا كولا ، لأن تاريخ المدينة أعلا مقاما من إشهار تجاري لشركة متعددة الجنسيات عمرها و أموالها لا تأتي في قيمة صفحة من كتاب العبر أو حرفا خطه ابن خلدون و هو يكتب تاريخ افريقية .وقف كمال الرياحي وحيدا ثلاث أيام أمام التمثال وحيدا  بدون مساندة من الوسط الادبي التونسي أو حضور لإعلامين محليين لتغطية خبر الوقفة  التي استلهمها كمال الرياحي من وقفات شبيهة أولا وقفة الرجل المجهول أمام أسطول الدبابات الصينية التي جاءت لقمع المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية وتذكرنا وقفته مكتوف اليدين وراء ظهره بحنظلة ناجي العلي في صموده الاعزل تجاه الظلم .

لكن وقفته السلمية لم تخلوا من مضاياقات اذ تعرض كمال لمحاولة للتعنيف من طرف موظف شركة كوكا كولا الذي انتحل صفة عسكري و حاول الاعتداء عليه ، مما دعا الروائي لاشتكاء الموظف لدى السلطات . بعد أن قدم شكوى بشركة كوكا كولا التي كبدها الروائي التونسي كمال الرياحي خسائر فادحة و فضيحة لا تنمحى من التاريخ,

إبان ذلك كتب كمال عن الحادثة و عن موعد التحقيق معه مؤكدا انه لن يذهب للتحيقق مع محام ليرافع عنه ، قال انه سيذهب وحيدا لان عدالة قضيته و ووطنية وقفته لا تستوجب المحاميين . كما وجه دعوة لمن يريد من المحاميين مرافقته شرط ان لا يأخذ فلسا من كمال . لانه و كما عبر بأسلوبه الجريء لن يدفع مليما من أجل حق طبيعي و أساسي لا يساوم عليه.

مرت القضية الان للمحاكم ، و قد تطوع ثلة من محاميين تونس للدفاع عن كمال الرياحي المبدع صاحب الحس الوطني الذي يدافع على الهوية التونسية من هجمة راسمالية تريد محو هوية بلاده .

“قضيت الوقت في مركز الشرطة اقرأ كوزكي لتوفيق بن بريك ومن الصدف الغريبة أني كنت وجها لوحه مع عبارة لابن خلدون منذ أول صفحة من الرواية يقول فيها” في أفريقية وافق او نافق او غادر البلاد معذرة لأن أوافق و لن أوافق و لن أغادر البلاد”. هكذا تحدث الروائي كمال الرياحي لمتابعيه في كل أصقاع العالم ، من خلال صفحته على الفايس البوك .

موجها كلامه للعلامة ابن خلدون و كأنه يقول : لن أغادر يا علامة سأبقى هنا ، شامخا مدافعا على أرضنا كما وقف يوغرطين و أكسيل و تيهيا من كتبت عن قوتها و عن جمالها وعن أنهزام جيوش العرب أمامها ، ألا تلاحظ يا أبن خلدون أن على هذه الأرض ما يستحق التضحية ؟ لو غادرنا تونس من سيحمي تلك الجميلة من التتار و الهمجية ؟ لو غادرنا من سيروي قصص عشيقات النذل ؟ و من سيقول صباح الخير يا أحمر الشفاه ؟ بربك قلي من ؟ سأبقى من أجلك و من أجلها …
و اختار كمال البقاء و أختار أبن خلدون أن يحتصن بأحرار افريقية من ينتصرون على أضخم شركة للمنتوجات الغازية في العالم في زمن الامبريالية المتوحشة كما انتصرت أفكار أبن خلدون على الظلام و على الأصولية متجاوزة حدود الجغرافيا ، لتعرف البشرية بفضله علم الاجتماع.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *