arablog.org

متى يعلنون وفاة العرب ؟

لا يمر يوم دون أن أنشر صورة لإحدى المقاتلات الكرديات أو الأزديات .. لا يمر يوم دون أن أبتهج بإنتصارات المقاومة الكردية … ما مر يوم و لا أتامل فيه صورة صبية تلك جميلة كوباني و هي تحمل السلاح و تحمل رسائل لحكام العرب أولها : رجولتكم صفة في بطاقة الشخصية …
فالخطر الداعشي أزال قشور شعارات العروبة و الاسلام و انهى مسلسلات القمم العربية و أغلق باب درما الخطر الصهيوني و العدو الغربي الصليبي ، ليعيد النظر في ما يحدث …
طوال عقود و نحن نسمع روايات عن الخطر الكردي و التقسيم الكردي و التصهين الكردي و الخيانات الكردية و تحالفات الأكراد مع الأمازيغ البربر المريدين سوءا بجيش القذافي و المهددين للجزائر الى أخره من روايات حول حساد الامة العربية الاسلامية السعيدة .
عقود و الإعلام العربي يبث أفلام وثائقية و رومنسيبة و كلاسيكية حول خيانات الشعوب الأخرى و حول كفرها بالله في مقابل صفاء و سماحة أهل العرب و المسلمين . عقود و أذاننا صدأت من قصائد رجولة العرب و فحولة أهل العرب و لطف العرب و كرم أهل العرب و بركة بترول العرب
عقود و نحن نردد في أنفسنا قول ذلك الدمشقي : متى يعلنون وفاة العرب ؟
قدمت داعش ترافقها فجر ليبيا بعد أن سبقتهم الحركات الأخوانية بتونس و بمصر ….و بدأت تلك التنظيمات الوافدة من صفحات قرون الظلام و أيام الجاهلية و ذكريات صكوك الغفران ، بإلدعوة لتأسيس مشاريع مستلهمة من رحم الخلافة حين قتل يزيد أبناء علي ابن ابي طالب ، و حين مات المؤذن بلال في صحراء وحيدا مع نعليه … هي أفكار على قياس فقهاء بلاط الخليفة العباسي العربي حيث أحكام الإماء و ما ملكت اليمين و حكم الحرائر و حكم الحيض و أحكام الجماع .
أمام جرائم الدواعش في حق مسيحي الوصل وأمام توحشهم أمام الأزديات و هدمهم للكنائس الآرامية بسوريا ،غاب صوت شيوخ المسلمين : العريفي و الجويني و آل باز ، شيوخ مكة المكرمة نواب الله على هذه الأرض ، الحاكمين بأمر القرآن من نفذ حبرهم و هم يكتبون عن تكريم أهل العرب بالنبي محمد صلات الله عليه ، شيوخ مكة من يذكرون أسماء أجداد العرب قبل أسماء أنبياء الله .
أولئك اللذين ملاؤا البرامج الدينية فخرا بالغزوات الإسلامية و بعدد الجواري التائبات تحت حكم الخلفاء أولئك اللذين كتبوا و أصهبوا في الحديث أهل الذمة من المسيحين و اليهود تحت ظل الحكم العربي و الاسلامي …
غاب صوتهم عن نهي داعش …
و صمت المذيع العربي ، و لم نسمع أغاني الحلم العربي التي نسمعها في أحداث غزة ؟
قلت في نفسي هل غير الراوي العربي كلماته ؟ ما باله يصمت ؟ و لم نسمع شتائمه ضدنا نحن مناضلي الحركة الثقافية الامازيغية ؟ و لم نرى تخوينا لأنصار المقاومة الكردية ؟ و لم نعد أقليات نعيش في ظل كرم الدولة العربية ؟
ربما لان داعش مرآة لذلك الراوي التي لا تواري سوئته ، و تعكس كل ما يحمله بدون مجاملات
فداعش سليلة تاريخ السبي ، و صوتها من صوت واقعة كربلاء ، و فتننة داعش على وزن فتنة البسوس عاتية لا بتقي و لا تذر إنها أخت الحجاج ابن يوسف ، حين ضرب الكعبة بالمنجنيق ، هل ينكر ذلك الراوي أن أول من إعتدى على الكعبة مثله من رحم عربي ؟
أظن أنها تلك المشاهد تسقط من ذاكرته ، كما سقطت جرائم بنات أوى جيوش دولة الخلافة بالعراق و الشام .
رغم صمت الراوي العربي ، سمعنا رواة آخرين يكتبون و يهللون لمقاومة أخرى ، مقاومة تخط حروفها بتاء التأنيث، لغة الأنثى لغة الحضارة ، لغة تسمى في العالم : بلغة الشعوب الأصلية ، لغة عشتار و لغة مازدا و لغة زرادشت … تلك اللغات التي تقول : هذه أرضنا و إن كرهوا و كادوا … و لنا طفولة حلمها و لنا الحصاد و لنا واجب الدفاع عن حماها .

1 Comment

  1. رمضان التباوي

    كفيت ووفيت , ولكن أسألك أأنت عنصرية شئ ؟/ لأننا تعودنا عندما يفتخر العربي بعروبته يوصف بأنه قومي ولكن اذا تكلم غير العربي وفي وطنه الأم عن قوميته ينعتونه بالعنصري _ اانت عنصرية شى؟

    Reply

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *