arablog.org

ﻫﻞ ﻳﺤﻖ ﻟﻠﻔﺘﺎﺓ غير ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ؟

 

الإجابة كما قال عادل إمام : نعم يا اختي ؟

كيف تتزوج و هي  غير عذراء ؟

كيف تتزوج و هي خاوية لما يحدد هويتها و مكانتها في مجتمعاتنا ؟ بما سيُعرف بها عند عقد القران ؟ و أي كلمة ستقال عوض كلمة “البكر الرشيد فلانة “؟ البكارة ليست مجرد إمتحان لكشف طهر الفتاة المقبلة على الزواج بل هي هوية لها و أداة تعريف و سبيل النجاة و السعادة في مجتمعتنا .

و ما يحدث في أعراسنا و إحتفائنا بالزواج يدل على ذلك ،إذ أن حفل الزفاف و ما قبله و ما بعده يدور حول ليلة البناء أو  بالأحرى ليلة الهناء كما يقال في تونس و ذلك لما تحمله تلك الليلة من هناء للبكر العذراء التي صبرت و صابرت و حافظت على بكارتها ، و في أغلب الروايات التي نسمعها و نعيش تفاصيلها اليومية فإن الفتاة تدفع ثمن غشاء بكارة صيني أو تقوم بعملية رتق عذرية قبل أسبوع من الزواج لتضمن إستمرارية مراسم الزواج  و مسرحية العذرية .

و إستمرارية الزواج يجب أن تبدؤ ببداية موفقة فوق سرير الزوج الذي دفع الكثير من جيبه ليفتح عروسته فتحا مبينا لا رجعة فيه . و لا يهم إذا كان الفتح بغشاء بصيني أو بعملية رتق أو أي تقنية أخرى المهم تتم العملية بقطرات دماء تنزل على فراش العروس ، تٌقدم  عند الصباح لام العريس و لخالته و لعمته و حتى الجارات القريبات وجب إعلامنهن و تقديم الحلويات لهن  لاتمام خبر الدخلة و للتأكيد على فعل “فحولة” العريس و رجولته .

في حال  ما كانت العروس غير عذراء أو مكسرة كما يقال في تونس ،و مكسرة  صفة نطلقها  نحن التونسيون على الشيء التالف و الغير قابل للإستعمال و المتروك  . لا يتم حفل الزفاف و في حال إكتشاف العريس لغياب عذرية الزوجة تقوم الدنيا و لا تقعد .

منذ أكثر من عشر سنوات، أذكر أن إبن جيراننا عمد لحمل زوجته يوم “صباحها” ( أول صباح لها بعد ليلة الزفاف) لمركز الشرطة بتهمة غير العذرية حيث سٌجل محضر و حملها بكل إهانة لأهلها بعد أن تعرضت للعنف و التنكيل من طرف حماتها ، ما علق بذهني من الحادثة هو هالة السعادة التي بدت على وجه إحدى الجارات و هي تروي القصة لأمي حيث قالت” اذك هو ماهي مش صبية” بمعنى ذلك هو الفعل الصحيح مادمت غير عذراء . خبر عودة العروس إنشر في الحي كانتشار النار في الهشيم ، الجميع إستحسن ردة فعل الزوج و العنف الذي مارسه على عروسه ، قائلين “راجل و فحل” أما هي فقد قالت عنها بعض البنات :كم هي غبية كان من الأجدر أن تجري عمليتها قبل بأسبوعين ليلتأم الجرح و لتنتطوي عليه خدعة الرتق” .

حسب هذا المنطق لا يمكن تأسيس مشروع زواج مع شيء مكسور و تالف  إذ أن كيان المرأة قائم على فرجها  الذي يجب أن يكون صالح و نظيف و لم يٌستعمل من قبل ، أو إن صح التعبير فرج يٌقنع الزوج أنه لم يُلمس من قبل .

هل يحق للفتاة الغير عذراء الزواج ؟

طرحت هذا السؤال مرة في إحدى صفحات التواصل الاجتماعي فايس بوك ، و كانت الردود تهجمية لكل من تتزوج دون العذرية ، و كانت أيضا ردود متعاطفة مع” العروس ” الغير عذراء و مصيرها في الوسط إجتماعي لا يرحم ،و بين كل هذه التعليقات لم أرصد أي جملة إستفهامية أو إعتراضية حول صاحب الفعل ، ذلك الشاب الباحث عن الحب و المتعة في علاقاته  يشترط العذرية و الطهر في زوجته و يراقب صفحة أخته على الفايس البوك .

التعليقات أكدت على ” وجوب بكارة الفتاة” و تناست الصفات الموكلة للشاب ، و كأن الشباب في مجتمعنا ولدوا خالين من الذنوب و لا تطالهم المساؤ من أجل ذلك يجب و يفترض أن يكون الشريك في نقائهم و طهرهم. السؤال المطروح هل فعلا شباب اليوم على مستوى عال من العفاف ؟ و هل يصح إشتراط شيء هم يفتقدونه ؟ و بأي حق تحاسب” هي” على أمر يخصها ؟

بعض التعلقيات حول منشوري طرحت مسألة “الغشاء الإصطناعي و عمليات رتق العذرية ” و إعتبرته غشا في حق الرجال  و عهرا و دناءة من طرف المرأة  ، في المقابل لم يتم طرح أي تعليق حول من قدموا وعودا بالزواج ثم أخلوا بوعودهم  و لم يذكر و لو على سبيل المثال حال من يصول و يجول و يدفع الألاف في الحانات و الملاهي الليلية ليلتزوج حسب شروط القبيلة المحافظة .

إذن الشاب يرفض الزواج بغير عذراء لان ذلك يمس برجولته و يمس بعادات و تقاليد مجتمعه و لكن ذلك الشاب يقبل بالزواج بأوروبية تلبس البيكيني و تشرب ما لذ وطاب من خمور و لها علاقات سابقة .

كيف يقبل بغربية غير عذراء و يسعد معها و لكنه يعاقب إبنة بلده لفعل هو يمارسه مثلها ؟ هل أوروبية ملاك و الأخرى شيطان ؟ أظن أن الأوروبية إنسان و لها حقوق و واجبات و صاحبة غرين غارد أو فيزا ، صاحبة مواطنة فعلية لا تنتظر كرامة من رجل ، و أرى أن الفتاة التونسية لم ترتقي بعد إلى درجة إنسان في عين مجتمعها الذي لا يزال يعاملها بمنطق “المكسرة” و “الطاهرة” …

بقلم مها الجويني

1 Comment

  1. zinegheboulizineghebouli

    أعجبتني التدوينة للغاية فشكرا لك. سأقول رأيي من غير تدليس: أمتنا لا زالت جاهلة حيث في حين أن أوطاننا تغتصب من طرف الحكومات الفاسدة فإن العرب لا يزالون يعتبرون الشرف مرتبطا بغشاء البكارة فقط. عقلية ذكورية جاهلة تعتبر أن فحولة الرجل هي حينما ينقض على زوجته كالوحش في ليلة الدخلة ” كما نسميها في الجزائر “، في بلدي توصل الأمر ببعض الشباب إلى ضرب زوجته يوم العرس لانها لم ترضيه ” جنسيا “، و وصل الأمر كذلك إلى نقل بعض البنات إلى المستشفى في تلك الليلة نظرا لهمجية أزواجهن أثناء العملية الجنسية. تبا لهذا التخلف و هذه الهمجية! جوابا على سؤالك: في مجتمعنا لا يحق لها هذا، يجب أن تكون عذراء و يجب أن تتحمل همجية زوجها الذي سيدخل بها في تلك الليلة، يجب أن ترضيه جنسيا و أن لا يسمع منها كلمة واحدة و أن لا تتألم و يجب أن يكون الدم حاضرا لكي يريه في الصباح سواء لأصدقائه ” الفضوليين ” أو لعائلة الفتاة ليتأكدوا أنهم أحسنوا حماية الفرج. و لا داعي لأذكر ما الذي سيحدث إن لم تنزل الدماء (رغم أن الأبحاث العلمية أثبتت أنه من الممكن أن تولد الفتاة و هي غير عذراء أو أن لا يتم فض الغشاء في أول محاولة جنسية). تخلف يتأسس على فكر حقير يرى المرأة خادمة. السؤال الذي أطرحه: عندما يتزوج الفتى العربي ببنت تملك جنسية أجنبية: هل سوف يكون فحلا أو همجيا؟ أو أنه سيقول: لا يهمني الماضي و كل ما يهمني حياتي المستقبلية معها. نفاق ما بعده نفاق!

    Reply

اترك رداً على zineghebouli إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *