arablog.org

رسالة لثائر الحلفا

أزول اي تاقراولا كما تفضل أن تسمعها

كيف كانت الزنزانة ؟ هل أخبترتها عن ثورة الحلفا؟ و هل رسمت على جدارنها وشم أمك ؟ أم أنك ظللت تغني “ذوق المنفى ذوق يا مسافر شور الجندية ” أو “خمسة الي لحقو بالجرة ” ، ربما أزعجت من معك و “أنت تددن الجدع جدع و الجبان جبان بينا يا جدع ننزل الميدان و الميدان بعيد عن صور المدينة ” و بصقت في وجه سجانك و سجلت انتصار آخر أمامهم . أخبرني كيف إنهزموا أمامك .
وصلني صدى صوتك الجهوري ساعة التحقيق حين لعنت السماء التي جاءت بهؤلاء ليحاسبوك عن جرم الثورة و فعل الكرامة ، تاركين أنصار دولة الخلاف يرتعون في ربوع الخضراء بسلاحهم و قذارتهم و فتاوهم الظلامية … قلي كيف أزعجتهم بردودك و أنت تسائلهم عن شهداء الوطن . أخبرني عن وجوههم المكفهرة وانت تسخر من أمن الحمام الأزرق و أنصار الظلام من تغتالهم قوى الإرهاب في عقر دارهم و في وضح النهار و لا نرى سطوتهم إلا أمامنا نحن أبناء الوطن ..
العنهم رفيقي و لا تبطن عباراتك ، إلعنهم كما لعنت من سبقهم أيام الحكم النوفمبري ، حين صرخت أمام ورزاة الداخلية و ناديت بإسقاط النظام و قذفتهم بكلمات تليق بمقام من عذبونا :” أولاد الفعلة ” .
إلعنهم و سأردد ماتقول ، إنك بداية مشروع تصفيات أحرار الوطن ، و القادم سيكون الوطن بكل ما يحمله من تاريخ و جغرافيا و ديمغرافيا و و و و
لا زلت أذكر تفاصيل تلك الحكاية حين كنت وحدك البطل ، حيث لا إعلام و لا أحزاب و لا مدونون ينقلون أخبارك و نقابة تثمن إنتصارك ، كنت النبي الذي أوحى بنهاية الجبروت عن أرض طيبة تنشد السلام …
أتذكر آخر قهوة مع الاصدقاء و نحن نخط النكت حول أحزاب المناولة و نضالات ما بعد 14 جانفي ، أذكر انك سألتنا عن عبق الياسمين و معنى تلك التسمية .
قائلا : لم أحضر حيثيات التسمية لاني كنت بين متاريس البوليس و الهواء الممزوج بالغازات السامة في سيدي بوزيد فلم أعرف عن قصة الياسمين سوى في التلفاز ..
تعالت ضحكاتنا، فسألتني:” أيزال الياسمين ينبت في أرضنا ؟ ألم ينتقل الى خانة الإشاعات؟ أذكر إني أجبت مازحىة و قلت : “ما عدى ياسمين تونس .. سيبقى طوق الجميلات ، أما انت لا تفهم سوى في نبات الحلفاء هه” .. و إستمر نقاشنا حول الحلفاء و الياسمين ، و علاقتك بأمك و خبزها الطيب و بعائلتك و بعشيرتك التي تعيش فيك رغم السنين التي قضيتها في العاصمة …
لا أنسى نكاتك عن العاصمة و عن “حرف القاف” و عن طبيعة الآكل هنا و عن الجهوية التي تسيطر على العقول . كم أحترم إصرارك و مبدأيتك التي تستمدها من آصالة الأجداد و من رائحة المقاومة الفعلية بعيدا عن هذا التاريخ المزيف .
رفيقي لا تحزن إن غاب إسمك عن حملات المناصرة و التأييد ، و لا تقلق إن غاب ذكرك أهل الساسة و أصحاب الدكاكين الحزبية ، فأنت من أصحاب ثورة الحلفا ، و الحلفا لا تنبت سوى في الأعماق وتحت شمس الوطن الحارقة و لا تنسى أيضا بأنها لا تستوي إلا تحت أيادي صاحبة الوشم و الجمال الأصلي.
لا تسأل لماذا تنكروا لإسمك ، فبينك و بينهم ثورة و لا أظن أنهم فهموا يوما معنى وطن .
سلامي اليك أول الثائرين
ودمت على عهد الحلفا .

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *